“السودان / الخرطوم كي نيوز”✍️الدكتور عمر كابو…
حكومة حمدوك الإرهابية…
مما لاشك فيه أن الرأي العام بنى تصوراته في دعمه للثورة وانحاز إلى خيارها مضحيًا بكل ميراث الإنقاذ من استقرار واستتباب أمني ومشروعات تنمية انتظمت كافة مسافات الحياة المختلفة قاذفًا بنفسه في خضم المجهول بناء على زعم مفاده أن ذهاب البشير سيفتح له بابًا من خيرات حسان إذ ستتدفق عليه نعم الدنيا كلها مما تجود به دول العالم من فيوضات كرمها..
توهم ذلك معظم المواطنين الأبرياء الذين أفرطوا في التفاؤل وراحوا يحلمون بدعم خارجي كبير و وثير على خلفية وقوعهم في شرك وأحبولة رسمت معالمها بدقة من المخابرات الأجنبية التي بذلت جهودًا مقدرة في التخطيط لها مستعينة بأحزاب اليساريين التي بلا شك هي وليدها الشرعي وصنيعتها التي ارتكزت عليها في تمرير أجندتها.
ومن باب الإنصاف نثبت أن هذه الثنائية نجحت في زعزعة الاستقرار السياسي بالسودان لحكومة هي الأقوى من بين جميع حكومات العالم عطفا على ما لقته من مقاطعة وحروب وفتن استطاعت أن تتجاوزها بحنكة وصبر ودهاء.
فمكثت ثلاثين السنين لم تهتز ولم تجبن فاستحقت الهيبة ونالت التقدير والاحترام من الجميع نعم هذه الثنائية نجحت بعد ثلاثين عامًا أن تنزع حكمًا لو حكم في ظروف طبيعية لاستطاع بناء دولة تضاهي كبريات الدول المتقدمة ولكنهم خافوا من ذلك فبطشوا به بطشًا عظيمًا ماذا حدث بعد ذهاب البشير؟!
هل تحققت أحلام الرأي العام المخبول الذي أسس قناعته على تلك الخطرفة بأن مجرد ذهاب البشير يعني أن خيرات العالم ستنهال عليه ودعمه سيتواصل؟!
الإجابة يفرضها واقع الحال والمآل بلا بالعكس فإن العالم بدلًا من أن يمنحنا أخذ منا فأمريكا خدعت حمدوك وأخذت منه كل مال موجود عنده تحت بند سداد تعويضات الإرهاب و وقف أمام حججهم ذليلًا مكسورًا منكس الرأس، فأملوا عليه كل شروطهم ولم يستطع أن ينبس ببنت شفة حتى أموال إقامته ونثرياته تولى سدادها الشعب السوداني.
بهذه العقلية الإجرامية تمكنوا من السيطرة على مقاليد الأمور في البلاد فغيروا المناهج الدراسية وبدلوا كل القوانين والتشريعات الوطنية التي تستمد أصالتها من شريعة السماء وتقاليد وأعراف الشعب السوداني العريق.
وأخيرا وبكل صلف أصدروا تقريرهم بأن هذه الحكومة ضعيفة لا يجوز دعمها ثم أوصوا كافة الدول بحرمانها من أي دعومات مالية خارجية باعتبارها حكومة نزاعات غير مستقرة بل هي خطر على المنطقة يضاهي الإرهاب.
ولن يفوت على فطنة القاريء الكريم أن المفارقة الجوهرية تكمن في أن التهمة التي حرموا حكومة حمدوك من الدعم هي نفس التهمة التي حاربوا بها البشير هي مفارقة جد مضحكة تكشف مدى استهزاء العالم بحكومة حمدوك وعدم احترامه إياها أكثر من عدم تعاطيهم بجدية مع مجريات الأحداث في السودان والآن ما على الراي العام السوداني إلا أن يعض على بنان الندم من سذاجته جراء إفراطه في بناء دولة من مخمل فقط بمجرد ذهاب البشير..
أيها المواطنون تذكروا حديثي جيدًا إن القادم أصعب.
كابوية
قمة الخبل والسذاجة عندي أن ينتظر الشعب أملا في حكومة اقتنع العالم بضعفها ونشازها ورفض دعمها والتعاون معها..
ذاك ما يفسر وقوف العالم متفرجا على معاناتنا والأزمات التي تحاصرنا؟!
أين تلك الوعود البراقة التي قالت بالدعم الدولي بمجرد ذهاب البشير؟!
نحمدالله على نعمة الوعي فمنذ أول وهلة أكدنا على استغفال العالم للشعب هاهي الحقيقة بانت ووعاها الناس إلا الحمقى وشذاذ الآفاق من بني قحط…