أعلنت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين في دارفور عن وصول أول
دفعة من المساعدات الإغاثية إلى بلدة “طويلة”، التي تقع غرب مدينة الفاشر.
وقد بدأ توزيع هذه المساعدات على النازحين الجدد الذين فروا من مخيم
زمزم، حيث يعاني هؤلاء من ظروف قاسية نتيجة النزاع المستمر. وأوضح المتحدث الرسمي
باسم المنسقية، آدم رجال، أن الكميات التي وصلت تكفي لتلبية احتياجات حوالي 22 ألف
نازح، مع توقعات بوصول شاحنات إغاثية إضافية خلال هذا الأسبوع.
تتضمن المساعدات الإنسانية التي تم توزيعها مواد أساسية مثل الذرة
والزيت والملح والبسكويت، وقد تم الإشراف على عملية التوزيع من قبل برنامج الغذاء
العالمي بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر السوداني. هذه الجهود تأتي في وقت حرج،
حيث يواجه النازحون تحديات كبيرة في الحصول على الغذاء والمأوى، مما يستدعي تكثيف
الجهود الإغاثية لتلبية احتياجاتهم المتزايدة.
تستقبل بلدة طويلة نحو 560 ألف نازح، وفقًا لما أفادت به المنسقية،
حيث يعود معظم هؤلاء النازحين إلى مخيمي زمزم وأبشوك، بالإضافة إلى أحياء مختلفة
في مدينة الفاشر. وقد جاء نزوحهم نتيجة الهجوم الذي شنته مليشيا الدعم السريع
الإرهابية على مخيم زمزم، بالإضافة إلى تشديد الحصار على المدينة وزيادة
الاشتباكات والقصف المدفعي المكثف الذي شهدته المنطقة في شهر أبريل الماضي، مما
أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية.
من جانبه، أوضح العمدة عبدالله صالح إسحق، أحد القادة المحليين
للنازحين، أن توزيع المساعدات يُعتبر خطوة إيجابية رغم قلة حجمها، مشددًا على
ضرورة توفير الغذاء، ومياه الشرب، والمأوى، والخدمات الصحية، خاصة مع تزايد أعداد
النازحين في المناطق بين طويلة العمدة ومنطقة دالي.
انتقد إسحق ما أسماه صمت المجتمع الدولي حيال معاناة النازحين،
مشيرًا إلى أن الحصة التي تُخصص لكل فرد لا تتجاوز كيلوين من الذرة، وهي كمية غير
كافية في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية.
وأشار إلى أن الآلاف من النازحين لا يزالون ينامون في العراء في
انتظار توفير مواد الإيواء مثل الأقمشة البلاستيكية والبطانيات والفرش، خاصة مع
اقتراب فصل الخريف.
كان برنامج الغذاء العالمي قد أعلن سابقًا عن انطلاق 67 شاحنة محملة
بالمساعدات من تشاد عبر معبر “أدري” الحدودي، حيث تمر عبر مدينة الجنينة وصولًا
إلى بلدة طويلة.